خمسون كذبة في علم النفس
فهد عامر الأحمدي
من نقاط ضعف العقل البشري تعلقه واستسلامه للادعاءات الكاذبة والفرضيات غير المنطقية، لمجرد غرابتها وجاذبيتها وإثارتها لدهشة المستمعين.. خذ على سبيل المثال تعلقنا بقصص الجان، وسحر الشغالات، وادعاءات الإعجاز، ومبالغات التراث، والمؤامرات السرية التي تحيكها ضدنا شعوب العالم .. وفي المقابل ؛ نادرا ما تجد من يفند هذه الادعاءات بعمق وتجرد ويعيدها لحكم المنطق والتفكير المحايد، خصوصا أن الحجج التي سيوردها لن تكون بنفس الجاذبية والتشويق!! ... وهذه المفارقة خطرت ببالي بعد انتهائي من قراءة كتاب جميل بعنوان خمسون أسطورة في علم النفس (وعنوانه الأصلي 50 Great Myths of Popular Psychology).. وفي هذا الكتاب يحاول المؤلف سكوت ليلينفيلد تعريفنا بأبرز المبالغات والأكاذيب التي يتداولها الناس والصحافة ووسائل الإعلام بل وحتى الأطباء في علم النفس والأعصاب.. فعلى سبيل المثال نسمع كثيرا أن الإنسان لا يستعمل سوى 10% من قدراته العقلية (وهو ادعاء أبديت شكي فيه قبل خمس سنوات تقريبا) رغم أنه لم يثبت علميا أو تمت ملاحظته طبيا.. بل على العكس تماما يبدو أن أدمغتنا تعمل بكامل طاقتها كونها تستهلك لوحدها 20% من كمية الأوكسيجين الذي نتنشقه (رغم أن وزنها لايشكل أكثر من 3% من أجسامنا).. أضف لهذا، ثبت أن من يفقدون أجزاء كبيرة من أدمغتهم في الحوادث تتأثر ملكاتهم العقلية فعلا، وقد يدخلون في غيبوبة لا يخرجون منها أبدا.. ويقول المؤلف أن هذه الكذبة ظهرت نتيجة فهم خاطئ لرأي شخصي أورده عالم النفس الشهير ويليم جيمس حين قال إن معظم البشر لا يستعملون سوى 10% من قدراتهم الذهنية، ثم تغيرت بمرور الزمن إلى (10% من قدرات الدماغ البشري)... والفرق كبير بين الاثنين!! ... أيضا هناك اعتقاد بأن ذاكرة الإنسان تسجل الذكريات بدقة كما نسجلها نحن على شريط الفيديو أو ذاكرة الكاميرا.. ولكن الحقيقة هي أنها تسجل الذكريات والمعلومات بطريقتين مختلفتين تماما (الأولى كيميائية والثانية عصبية) ولا تستعيد الذكريات كما حصلت بل تخلط معها اعتقاداتنا ومواقفنا المسبقة منها (وهذه معلومة مهمة عليك أن... تتذكرها)!! ... أيضا كثيرا ما نرى في الأفلام أو نقرأ في الروايات مبالغات مضحكة عن التنويم المغناطيسي.. فكثيرا ما يتم تصويره كعملية سيطرة يفقد فيها المتلقي إرادته بحيث يمكن التحكم به وإجباره على فعل ما لا يريد. ولكن الحقيقة هي أن ما ندعوه تنويما مغناطيسيا هو حالة استرخاء طوعية تتيح للمسترخي الغوص في ذاته وذكرياته بشكل أفضل (وربما تلقي إيحاءات الطبيب بشكل أقوى) ولكنها لا تصل أبدا لدرجة السيطرة عليه ودفعه للقيام بأفعال لا يريدها !! ... وهذه في الحقيقة مجرد أمثلة لمبالغات كثيرة نسمعها ونتداولها في هذا الجانب.. ولضيق المساحة سأستعرض معكم بسرعة أبرز المبالغات والادعاءات الأخرى التي وردت في الكتاب: فليس صحيحا مثلا أن هناك أشخاصاً يفكرون بطريقة "دماغ أيمن" و "دماغ أيسر" !! ولا أن عزف الموسيقى الراقية يرفع من ذكاء الأطفال الرضع! ولا أن الشيخوخة تترافق مع الاكتئاب والشعور بالوحدة! كما لم يثبت أن للأحلام رموزا ضمنية يمكن تفسيرها... أو أن جهاز كشف الكذب صادق بنسبة كبيرة أو مقنعة! ومن غير الصحيح أيضا أن التنفيس عن الغضب مفيد للصحة والعقل.. أو أننا ننجذب بالضرورة لمن يعاكسنا في الصفات الشخصية والذهنية! ولا أن خط اليد يكشف شخصية صاحبه!! أو أن من يعانون من الاكتئاب وحدهم من يعمد للانتحار! وأخيرا (وليس آخرا) ليس صحيحا أن معظم المرضى العقليين خطيرون أو عنيفون! ... الأجمل من الكتاب إدراكنا لحقيقة أننا كثيرا ما نستسلم لبعض الادعاءات لمجرد أنها غريبة وجذابة وتثير دهشة المستمعين.. وفي المقابل كثيرا ما نستثني الحجج المنطقية لمجرد حياديتها وبعدها عن المبالغات، وأحيانا بسبب خوفنا من مواجهة التيار السائد ... وهذه بالذات ليست مبالغة أو ادعاء!!
فهد عامر الأحمدي
من نقاط ضعف العقل البشري تعلقه واستسلامه للادعاءات الكاذبة والفرضيات غير المنطقية، لمجرد غرابتها وجاذبيتها وإثارتها لدهشة المستمعين.. خذ على سبيل المثال تعلقنا بقصص الجان، وسحر الشغالات، وادعاءات الإعجاز، ومبالغات التراث، والمؤامرات السرية التي تحيكها ضدنا شعوب العالم .. وفي المقابل ؛ نادرا ما تجد من يفند هذه الادعاءات بعمق وتجرد ويعيدها لحكم المنطق والتفكير المحايد، خصوصا أن الحجج التي سيوردها لن تكون بنفس الجاذبية والتشويق!! ... وهذه المفارقة خطرت ببالي بعد انتهائي من قراءة كتاب جميل بعنوان خمسون أسطورة في علم النفس (وعنوانه الأصلي 50 Great Myths of Popular Psychology).. وفي هذا الكتاب يحاول المؤلف سكوت ليلينفيلد تعريفنا بأبرز المبالغات والأكاذيب التي يتداولها الناس والصحافة ووسائل الإعلام بل وحتى الأطباء في علم النفس والأعصاب.. فعلى سبيل المثال نسمع كثيرا أن الإنسان لا يستعمل سوى 10% من قدراته العقلية (وهو ادعاء أبديت شكي فيه قبل خمس سنوات تقريبا) رغم أنه لم يثبت علميا أو تمت ملاحظته طبيا.. بل على العكس تماما يبدو أن أدمغتنا تعمل بكامل طاقتها كونها تستهلك لوحدها 20% من كمية الأوكسيجين الذي نتنشقه (رغم أن وزنها لايشكل أكثر من 3% من أجسامنا).. أضف لهذا، ثبت أن من يفقدون أجزاء كبيرة من أدمغتهم في الحوادث تتأثر ملكاتهم العقلية فعلا، وقد يدخلون في غيبوبة لا يخرجون منها أبدا.. ويقول المؤلف أن هذه الكذبة ظهرت نتيجة فهم خاطئ لرأي شخصي أورده عالم النفس الشهير ويليم جيمس حين قال إن معظم البشر لا يستعملون سوى 10% من قدراتهم الذهنية، ثم تغيرت بمرور الزمن إلى (10% من قدرات الدماغ البشري)... والفرق كبير بين الاثنين!! ... أيضا هناك اعتقاد بأن ذاكرة الإنسان تسجل الذكريات بدقة كما نسجلها نحن على شريط الفيديو أو ذاكرة الكاميرا.. ولكن الحقيقة هي أنها تسجل الذكريات والمعلومات بطريقتين مختلفتين تماما (الأولى كيميائية والثانية عصبية) ولا تستعيد الذكريات كما حصلت بل تخلط معها اعتقاداتنا ومواقفنا المسبقة منها (وهذه معلومة مهمة عليك أن... تتذكرها)!! ... أيضا كثيرا ما نرى في الأفلام أو نقرأ في الروايات مبالغات مضحكة عن التنويم المغناطيسي.. فكثيرا ما يتم تصويره كعملية سيطرة يفقد فيها المتلقي إرادته بحيث يمكن التحكم به وإجباره على فعل ما لا يريد. ولكن الحقيقة هي أن ما ندعوه تنويما مغناطيسيا هو حالة استرخاء طوعية تتيح للمسترخي الغوص في ذاته وذكرياته بشكل أفضل (وربما تلقي إيحاءات الطبيب بشكل أقوى) ولكنها لا تصل أبدا لدرجة السيطرة عليه ودفعه للقيام بأفعال لا يريدها !! ... وهذه في الحقيقة مجرد أمثلة لمبالغات كثيرة نسمعها ونتداولها في هذا الجانب.. ولضيق المساحة سأستعرض معكم بسرعة أبرز المبالغات والادعاءات الأخرى التي وردت في الكتاب: فليس صحيحا مثلا أن هناك أشخاصاً يفكرون بطريقة "دماغ أيمن" و "دماغ أيسر" !! ولا أن عزف الموسيقى الراقية يرفع من ذكاء الأطفال الرضع! ولا أن الشيخوخة تترافق مع الاكتئاب والشعور بالوحدة! كما لم يثبت أن للأحلام رموزا ضمنية يمكن تفسيرها... أو أن جهاز كشف الكذب صادق بنسبة كبيرة أو مقنعة! ومن غير الصحيح أيضا أن التنفيس عن الغضب مفيد للصحة والعقل.. أو أننا ننجذب بالضرورة لمن يعاكسنا في الصفات الشخصية والذهنية! ولا أن خط اليد يكشف شخصية صاحبه!! أو أن من يعانون من الاكتئاب وحدهم من يعمد للانتحار! وأخيرا (وليس آخرا) ليس صحيحا أن معظم المرضى العقليين خطيرون أو عنيفون! ... الأجمل من الكتاب إدراكنا لحقيقة أننا كثيرا ما نستسلم لبعض الادعاءات لمجرد أنها غريبة وجذابة وتثير دهشة المستمعين.. وفي المقابل كثيرا ما نستثني الحجج المنطقية لمجرد حياديتها وبعدها عن المبالغات، وأحيانا بسبب خوفنا من مواجهة التيار السائد ... وهذه بالذات ليست مبالغة أو ادعاء!!
الجمعة أكتوبر 12, 2012 6:59 pm من طرف عبد الرسول
» ×÷·.·°¯`·)» ( دردشــــة الأعضــــــاء ) «(·°¯`·.·÷×
الأحد يناير 15, 2012 5:59 pm من طرف وردة الجوري
» صورة من خيالك
الأحد يناير 15, 2012 7:12 am من طرف وردة الجوري
» طــــلــــب فــلاش
الثلاثاء مايو 03, 2011 12:11 pm من طرف aaichacom4
» قلت له.. فاضي||حبيبي|| قل لـآ حيآتي للاسف اليوم عندي مبآرآه .. ^_*
الثلاثاء مايو 03, 2011 12:10 pm من طرف aaichacom4
» ايه الكلمة اللى تحب تقولها لحبيبك النهاردة
السبت يناير 22, 2011 8:58 am من طرف وردة الجوري
» قول اللى فى نفسك
الخميس يناير 20, 2011 6:00 pm من طرف Egyptian Falcon
» الرقية الشرعية كاملة بصوت الشيخ احمد العجمي
الخميس يناير 20, 2011 2:43 pm من طرف Egyptian Falcon
» الرقية الشرعية بصوت الشيخ ناصر القطامي
الخميس يناير 20, 2011 2:34 pm من طرف Egyptian Falcon
» بتسمع ايييييييييه دلوقتى
الأربعاء يناير 19, 2011 9:49 am من طرف Egyptian Falcon
» كيف يكون الرجال عندما يمرضون ؟
الجمعة يناير 07, 2011 8:47 am من طرف Egyptian Falcon
» متى تنتهي صلاحية الرجل عند المرأة
الجمعة يناير 07, 2011 8:45 am من طرف Egyptian Falcon
» لماذا لا يمارس الكثيرون حب ما بعد الجماع؟ تحذير مخصص لمن فوق 21 سنة
الجمعة يناير 07, 2011 8:42 am من طرف Egyptian Falcon
» فيلم الأكشن والخيال العلمى والأنميشن الرائع Ultramarines: A Warhammer 2010 مُترجم
الجمعة يناير 07, 2011 8:28 am من طرف Egyptian Falcon
» هل لديك حبة خال؟إدخلي واعرفي معناها
الخميس يناير 06, 2011 5:36 pm من طرف Egyptian Falcon